..تلك الفتاة الصغيرة تركض في الشارع من بين هذه السيارات في ليلة رأس السنة.. ويدها قد جمدتا من شدة البرد، وشالها قد سقط منها ..وهي تركض وثوبها قد تمزق فتقول للناس: كبريت .. كبريت هل من يشتري.. وبعد أن أعيها التعب قررت أن تجلس قليلاً لترتاح لأنها خائفة أن تذهب إلى البيت وأبوها قد هددها بالضرب.. إن لم ترجع وقد باعت جميع الكبريت الذي معها...وهي جالسة أحست بالبرد فقررت أن تشعل عود من الثقاب لتتدفأ به..فخيل لها انها في البيت تجلس مع أهلها إلى جانب المدفئة وما ان شعرت بالدفء حتى انطفئ عود الثقاب.. فقررت أن تشعل عودا أخر فأشعلته فخيل لها مائدة توجد عليها أشهى الأطباق وكل ما لذ وطاب ودجاجة يوجد في وسطها شوكة وسكين جاهزة للتناول.. و ما إن همت على البدأ بالطعام حتى انطفأ عود الثقاب.. فحزنت وهمت بإشعال عود أخر وما إن شعلت حتى خيل لها شجرة عيد الميلاد وهي محاطة بالزينة والأضواء والهدايا من حولها وما إن شرعت لتفتح الهدية حتى أنطفأ العود مرة أخرى.. فأشعلت العود الأخير فخيل لها جدتها العطوفة فتقول لها : جدتي....جدتي أين أنت أريدك معي أنا بحاجة إليك فتبتسم لها جدتها ثم أنطفأ العود وانتتقلت بائعة الكبريت عند جدتها لتعيش حياة هانئة بعيدة عن الظلم والقسوة..تاركةابتسامة هادئة ارتسم دفؤها في حر القر القاسي ..على محياها الوردي الممزوج باصفرار الموت ..هدية للسنة الميلادية المطلة..كأنها رسالة سلام مهداة إلى العالم..ليزرع الخير حتى يستطيع أن يتعلم كيف يحصد أولى بذور الحب